الزوايا والأضرحة في عقلية المجتمع المغربي

1 أغسطس 2019
الزوايا والأضرحة في عقلية المجتمع المغربي

الصحافة ــ مصطفى طه

لازالت الزوايا والأضرحة، تشكل جزءا مهما في المتخيل الشعبي المغربي، رغم تراجع دورها، في الحياة اليومية للمجتمع.

مجموعة من الطقوس، تختلف من ضريح إلى آخر، حسب الهدف من الزيارة، بعض الأبحاث، وصلت إلى أن هناك تراجع، بعض الشعائر التي يزاولها الزوار، وتفادي بعض السلوكيات، التي تجعل من الولي وسيطا، بين العبد وربه، من خلال تقديم الذبائح والهدايا، للمشرفين على هذه الزوايا.

بعض الدراسات، تشير إلى أنه بالموازاة مع الانتشار التدريجي، للمبادئ الإسلامية في خانتها الرسمية، عرف تراجع كبير، لإشعاع الأضرحة، على عدة مستويات، فعلى مستوى الطقوس، أصبحت هذه الأخيرة، تفتقد إلى الكثافة، التي يمكن بالاستناد إليها، اكتشاف رمزية الطقس، ودلالاته المختلفة، ومنها طقس، قراءة دلائل الخيرات، هذا من جهة.

من جهة ثانية، فقدت الزوايا والأضرحة، دورها في استقبال الوافدين، عكس ما كان معمولا به في الماضي، من توفير، السكن، والأكل، والشرب لهم، حيث أصبحت، الزيارة تستغرق فقط، بعض الدقائق المعدودة.

وعلى الرغم من تراجع الاقبال، مازال الاعتقاد، بالمعجزات، والقدرات الخارقة للأولياء مستمرة، في بعض الزوايا والأضرحة، ويظهر جليا، في ممارسة بعض الطقوس، أن الديني والسحري، مندمجان كليا، في عملية العبادة، ومن مظاهر ذلك، استمرار الاعتقاد، بالعين الشريرة، والجن، والعلاج، واللعنة، وغيرها من بقايا الممارسات السحرية، الموجودة داخل المعيش الديني للمغاربة.

الدراسات المذكورة، ذهبت إلى أن التوحيد الصارم، الذي جاء به إسلامنا الحنيف، لم يمنع من ظهور، الاعتقاد في الأولياء، إذ كانت هناك ضرورة فيما يبدو، تقتضي ظهور وسطاء، يردمون تلك الهوة، ويملؤون الفراغ، الذي يفصل، بين الناس وربهم، حيث أصبحت بالنسبة إلى الكثير منهم، دين الحياة اليومية، إذ أن معتقدات الزوايا، تشمل تصورا للغيب، يجعله حاضرا بكيفية، غير مباشرة في المواقف الحياتية، كما تزود هاته المعتقدات، الحاملين لها بصورة ضمنية، بنوع من التحكم، في الأشياء الغير المعروفة، في حكم الغيب.

هذه الدراسات، التي سلطت الضوء، على حضور الأضرحة والزوايا، في المشهد التديني بالمغرب، لم تستطيع تحديد خريطة انتشارها، في مختلف مناطق المغرب.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق